.كان لكل عالم فطري و معلم مفهومان مختلفان
وخاصة عندما يتعلق الأمر بالسيد الذي طور بالفعل قوى روحية – العلامة الأكثر وضوحا هي القدرة على اتخاذ طرق مختصرة للوصول إلى العالم الفطري.
على سبيل المثال، يمكن للمرء أن يتناول بعض الأدوية الروحية أو يتلقى تعاليم حصرية من معلم. ومع الخلفية العميقة لمعبد الزن العظيم، فإنه يمكن أن ينتج بشكل مصطنع العديد من الخبراء العسكريين الفطريين إذا كان على استعداد لدفع الثمن. ومع ذلك، فإن مثل هذه الأفعال ستكون بلا معنى.
بالنسبة لقوة فنون القتال مثل معبد الزن العظيم، فإن وجود عدد قليل من خبراء فنون القتال الفطريين لن يؤثر عليهم بشكل أساسي. ما يهم حقًا هو وجود معلمين وكبار الأساتذة العظماء، حيث كانت لديهم القدرة على التأثير على الوضع العام في العالم.
بغض النظر عن اختراق عالم الفطري أو التقدم إلى مستوى المعلم، كانت المساعدات الخارجية ذات فائدة ضئيلة. يتطلب اختراق عالم الفطرة التحكم الكامل في قوة المرء، مثل ابتلاع كنوز طبيعية معينة أو تلقي التوجيه من المعلم.
بالنسبة للأساتذة الذين يسعون إلى أن يصبحوا أساتذة عظماء، كان عليهم أن يطوروا قوى روحية، وهي عملية محفوفة بالمخاطر التي قد تؤدي إلى الموت.
ولهذا السبب، أصيب رئيس الدير والقادة الآخرون بالصدمة عندما شعروا باسيد كبير الغامض الذي أظهر قوى روحية.
في هذا عصر، كان وجود أستاذ عظيم أمراً نادراً، وكان آخر أستاذ عظيم معروف كان مؤسس سلالة لي العظيمة منذ مائة وثمانين عاماً.
بالنظر إلى الوقت الذي انقضى، لم يكن من المستحيل ظهور أستاذ عظيم جديد. ومع ذلك، فمن المرجح أن يكون أحد الأساتذة المشهورين بالفعل.
أما بالنسبة للين يوان، الطفل البالغ من العمر ثماني سنوات، فكان من غير المعقول أن يكون أستاذًا عظيمًا قادرًا على السيطرة على العالم. كان هذا المفهوم خارج نطاق فهمهم ويتحدى المنطق.
على الجبل الخلفي لمعبد الزن العظيم، كان صاحب الحواجب الطويلة الموقر، الذي كان في عزلة، منزعجًا أيضًا من التقلبات الروحية الصادرة عن مستودع الكتب المقدسة.
“القوة الروحية؟”
“التلميذ هوي تشن، هل خطا خطوة إلى عالم المعلم الأعظم؟”
تمتم ذو الحواجب الطويلة لنفسه، وكان نظراته فارغة.
بصفته أستاذًا في معبد الزن العظيم، فقد قام بتعليم لين يوان لمدة شهرين وكان على دراية بموهبته القتالية المرعبة. في نظر ذو حواجب الطويلة ، كان أن يصبح لين يوان أستاذًا أمرًا معقولًا، وكانت هناك احتمالية كبيرة لأن يلمس عالم أحد الأساتذة الكبار في المستقبل. ومع ذلك، فقد توقع حدوث هذا بعد عقود من الزمان.
الآن، بعد خمس سنوات فقط، أصبح لين يوان أستاذًا عظيمًا؟ بالمقارنة مع رئيس الدير والقادة، كانت صدمة ذو حواجب طويلة أعمق. كان رئيس الدير والقادة في ذروة عالم الفطرة فقط، يعرفون الصعوبات التي يواجهونها للوصول إلى أستاذ عظيم لكنهم يفتقرون إلى الفهم الملموس.
من ناحية أخرى، كان ذو حواجب طويلة أستاذًا، وكان على بعد خطوة واحدة فقط من أن يصبح أستاذًا عظيمًا. كان بإمكانه أن يشعر بالفجوة التي لا يمكن التغلب عليها بين الأستاذ العظيم والمعلم في كل لحظة.
حتى مع الطريقة الرائدة التي تركها البطريرك دامو، لم يكن لدى ذو حواجب طويلة أي فكرة عن كيفية تحقيق القفزة إلى أن يصبح أستاذًا عظيمًا.
في مخزن الكتب المقدسة، جلس لين يوان متربعًا، وقمع تقلبات قوته الروحية.
“هذه القوة الروحية تشبه مسار تطور ‘الأساتذة العقليين’ في الحضارة الإنسانية العالمية.”
تكهن لين يوان في ذهنه.
في الحضارة الإنسانية في الكون، لم تكن التطورات سرًا، وكانت هناك العديد من مسارات التطور المعروفة. كان سادة العقل، على وجه الخصوص، بحاجة إلى وسائل خاصة لتحفيز العقل، مما يمكنهم من ممارسة قوى لا يمكن تصورها.
“مجرد تشابه، وليس تطابقًا دقيقًا.”
فكر لين يوان داخليا.
ركز المسار التطوري للسادة العقليين في الكون في المقام الأول على الأوهام، في حين كانت القوى الروحية للسادة الكبار عسكرية بحتة، مما خلق شعورًا بالقمع يتجاوز شعور السادة العقليين.
علاوة على ذلك، كانت الأجساد المادية للسادة العقليين في الحضارة الإنسانية العالمية تعتبر عمومًا نقاط ضعف، حيث بدت هشة إلى حد ما. وعلى النقيض من ذلك، كان السادة قد تجاوزوا بالفعل ذروة القدرات البدنية للشخص العادي وكانوا قادرين على التحكم بشكل مثالي في كل خيوط القوة داخل أجسادهم.
على الرغم من أن لين يوان لم يكن على دراية بالمزايا والعيوب المحددة لمسار التطور العقلي، إلا أنه تكهن بأنه من حيث القوة القتالية، من المرجح أن يكون الأساتذة الكبار متفوقين.
“في الحضارة الإنسانية في الكون، ينبغي اعتبار الفنون القتالية مسارًا تطوريًا جديدًا تمامًا.”
“إذا تمكنت من دفع الفنون القتالية إلى مستويات أعلى في هذا العالم وتقديمها إلى ملكة الحكمة للتقييم عندما أعود، فيجب أن أكون قادرًا على الحصول على مكافآت كبيرة.”
لين يوان يفكر بصمت.
بعد التعرف على مسألة التجنيد الإجباري، استفسر لين يوان من ملكة الحكمة، مدركًا اهتمامها العميق بالمسارات التطورية الجديدة.
“هل هم جميعا ينتظرون في الخارج؟”
بدا أن لين يوان قد أحس بشيء ما، وهو ينظر نحو خارج مخزن الكتب المقدسة.
كان اختراق عالم استاذ كبير وصقل القوى الروحية سبباً في انتشار الخبر لا محالة. لذا، كان من الطبيعي تماماً أن يدرك رئيس الدير والقادة ذلك.
خارج مستودع الكتب المقدسة، كان ذو حواجب طويلة ورئيس الدير والقادة وغيرهم في انتظاره. ولو كان هناك رهبان آخرون حاضرين، لكانوا قد لاحظوا أن رئيس الدير والقادة الذين يتسمون بالوقار عادة كانوا يرتدون تعابير قلق، أشبه بالطلاب الذين ينتظرون لقاء معلمهم المعجبين به.
قلق.
“تفضلوا جميعاً.”
وفي تلك اللحظة، صدى صوت لطيف في آذانهم.
“نعم.”
وبعد الحصول على الإذن، تنفس رئيس الدير والقادة وغيرهم الصعداء، وتبعوا ذو حواجب طويلة عندما دخلوا إلى مخزن الكتب المقدسة.
“نحييك أيها الراهب الجليل.”
في الطابق الثالث من مستودع الكتب المقدسة، رأى ذو حواجب طويلة والآخرون أخيرًا لين يوان.
لقد انحنوا باحترام.
لم يكن هناك أي سبيل آخر. إذا كان لين يوان قد وصل عالم ما قبل الولادة في سن الثالثة، فيمكن تفسير ذلك على أنه معجزة قتالية غير عادية. ومع ذلك، فإن دخول عالم أستاذ كبير في سن الثامنة أمر لا يمكن تفسيره بالفطرة السليمة.
فقط التناسخ الأسطوري لبوذا الحقيقي أو بوذا الحي هو الذي يمكن أن يتوافق مع فهم الجميع.
الجميع، بما في ذلك ذوي الحواجب الطويلة، خاطبوا لين يوان دون تردد باعتباره “الراهب الموقر”.
“الراهب موقر؟”
ابتسم لين يوان بخفة، ولم يؤكد أو ينفي أي شيء.
لقد كان يعرف نفسه، ولم يكن بالتأكيد “راهبًا موقر”
ومع ذلك، طالما أنه لم يكشف عن ذلك، فلن يعرف أحد.
بعد ذلك، تحدث لين يوان مع رئيس الدير والقادة وغيرهم، واستغل الفرصة لمشاركة بعض الأفكار التي اكتسبها أحيانًا في السنوات القليلة الماضية. وأوضح فهمه لاختراق العالم الفطري للوصول إلى عالم استاذ كبير، وقدم التوجيه للحاضرين.
لقد ترك هذا التوجيه المباشر رئيس الدير والقادة وغيرهم مستنيرون بشكل عميق. وباعتباره مؤسسة توارثية للاساتذة الكبار، كان معبد الزن العظيم يمتلك بطبيعة الحال إرثًا ثمينًا تركه البطريرك بوديهارما والمعلمين المتعاقبين حول كيفية اختراق عالم المعلمين.
ومع ذلك، فإن التعليقات التي تركها البطريرك بوديهارما لم تكن مفهومة بالكامل في كثير من الأحيان من قبل رئيس الدير والقادة وغيرهم. إن تحقيق إنجازات معينة لا يعني بالضرورة فهم المرء لجميع المبادئ الأساسية وجوهر تلك الإنجازات.
في حين كان من المعروف أن اختراق عالم الدير ليصبح المرء سيدًا يتطلب سيطرة كاملة على كل خصلة من خصلات قوته، إلا أن التفاصيل المتعلقة بكيفية تحقيق هذه السيطرة الكاملة نادرًا ما تم شرحها، ناهيك عن كيفية القيام بذلك بالفعل. استفاد لين يوان من بصيرته غير العادية، وكرر بدقة عملية اختراق عالم الفطرة إلى عالم سيد كبير، وقدم أساليب ووسائل محددة.
جلب هذا الكشف الدموع إلى عيون رئيس الدير والقادة وغيرهم.
بفضل توجيهات لين يوان، رأوا على الأقل الأمل في تحقيق اختراق ليصبحوا أساتذة. وإذا تمكنوا من تنمية وصقل مهاراتهم لمدة عقد أو عقدين من الزمان، فربما يمكنهم دخول عالم الأساتذة.
في بضع جمل فقط، أضاء لين يوان، مثل منارة الحكمة، مستقبل معبد الزن العظيم لعقود قادمة، وزرع العديد من الأساتذة المحتملين. مثل هذه القدرة – فقط “راهب موقر” مثل لين يوان يمكنه تحقيقها.
يمكن القول أنه إذا تجرأ أي شخص على التشكيك في هوية “الراهب الموقر” للين يوان الآن، فإن رئيس الدير وقادة معبد الزن العظيم سيكونون أول من يعترض.
……..
ترجم موقع ثاندر سكانز
مترجم : The knight
التعليقات